زمن الموت الجميل

الإنسان في هذه الحياة يلهو ويمرح
وينسى أن له خالق خلقه
وعليه إطاعته في كل شيء

هذه قصة عن الإنسان الذي أمهله الله سبحانه
قبل أن يموت و أرسل له الموت رسولاً

الموت: لقد أرسلني إليك ربي و ربك لأقبض منك
روحك وأضعها في رحمته جلّ في علاه.

الإنسان : ماذا تقول ءآن أواني أم ما ذا؟؟؟

الموت : يريد ربك وكما علمت سابقاً أن يأخذ
كشفاً عن أعمالك في الحياة التي عشتها
ما فعلت من خير وشر وبناء وهدم.

الإنسان: واحسرتاه لم أحضّر لمثل هذا اليوم
فقط أمهلني خمس سنوات
لأعيد ترتيب أموري وأقف على قدماي.

الموت: لا ليس هنالك من وقت لذلك
فعمرك مكتوب في اللوح المحفوظ
ولا يمكنني أن أستقدم ساعة أو أستأخرها
لديك مهلة وجيزة جداً.

الإنسان : هل لي أن آخذ أحداً معي ؟؟
فإن القبر موحش ولا استطيع أن أهزم وحشته.

الموت : وهل تجد من يذهب معك؟

الإنسان : أتمهلني بأن أجد من يذهب معي؟؟

الموت : نعم ,. ولكن وقتك قصير جداً.

الصديق: ما بك أيها الإنسان
أراك مهموماً و حزنا أفصح عما بداخلك
لعلي آتيك بشيء من الموعظة والحكمة بما في داخلي
ولو كان ذلك للموت فأنا معك دائماً

الإنسان: لقد أًمرت ان أذهب في رحلة
طويلة الطريق لأقدم الحساب الصارم
للعدل الأعلى ولهذا أدعوك لمرافقتي.

الصديق: ولكن هذه الرحلة ستجلب لي الألم
وسوف تخيفني حقاً
لذلك دعنا نتشاور قدر المستطاع
فإن كلماتك ترعب الرجل القوي

الإنسان: لماذا قلت إنك عند الحاجة لن تتخلى عني
وحتى لو كان إلى الموت حقاً

الصديق: قُلتُ ذلك فعلاً
ولو تركنا السرور جانباً فالقول هراء
وكذلك لو قمنا بمثل هذه الرحلة فلن نعود إلى يوم القيامة
لذا لن أذهب إلى هناك وحتى لو من أجل والدي الذي أنجبني

ويذهب هذا الإنسان إلى أهله ولا للقول من نفع
ويذهب هذا الإنسان لثروته فهي من أتعسته
ويذهب للمعرفة و العلم فلم يستفد أو يُفد بشيئاً منهما
ويذهب للجمال فقد استغله في أمور ليس بها من نفع أو حاجة
بل للكبرياء و الجهل
ويذهب للقوة ويكون قد استنفذها في غلبة الضعيف
ونصر القوي و الظالم
ويذهب للطبيب ولكن ما من ألم يداويه له فلن يذهب معه
ويأتي لأعمال الخير فقد وضعها تحت قدميه وتحولت شرّاً

فأين يذهب ؟؟؟؟

يأتيه الموت مرّة أخرى

الموت: أهل وجدت من يذهب معك ؟؟

الإنسان: يا أيها الموت
ضع روحي بين يدي الله
واستلمها يارب
فإنني في رحمتك
دافع عني
فإنني أشهد أن لا إله إلاأنت وحدك
لا شريك لك

فأين زمن الموت الجميل
أين خالد بن الوليد من تمنى أن يستشهد على أرض معركة من معاركه
ومات على سريره

اين حمزة وجعفر وعمر
أين صهيب و القعقاع وعمرو بن العاص

أين عبد الله بن مسعود

أهل من أمل في عودتهم ؟؟

وهل من أمل من عودة من يتمنى الموت الجميل؟